الشهيد القسامي جهاد أبو سويرح
اشتاق إلى القادة نصار وعقل ومطلق وأبو زيد وشحادة .. فلحق بهم ضاغطاً على الزناد في معركة السوارحة البطولية
http://img101.herosh.com/2009/06/04/121014617.jpgغزة / خاص
جهاد أبو سويرح كما كل أبناء القسام .. عشق الجهاد و تغنّى بالشهادة .. أحب حياة الخنادق و ظلمة الليل البهيم .. كره النومة الهادئة و الفراش الوثير .. بحث عن الشهادة و أصبح في عداد الشهداء قبل أن يستشهد ، حمل هم إخوانه و دعوته و كان بمثابة الدرع الحامي لحركته .... إنه الشهيد القائد جهاد أبو سويرح أحد القادة الميدانيين لكتائب القسام و رفيق درب القادة القساميين بدءاً من طارق دخان وياسر الحسنات و مروراً بالقادة محمود مطلق عيسى ورياض أبو زيد و زاهر و ياسين نصار و انتهاء بالشيخ المجاهد القائد العام صلاح شحادة والشهيد عبد الله عقل .
ميلاد القائد أبي أسامة
ولد الشهيد القسامي جهاد عزات أبو سويرح في عام 1970 م في منطقة السوارحة التي تقع جنوب غرب مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة ، في أسرة مكونه من أب وأم و 7 إخوة و أختين ، وتعود جذور الشهيد أبو أسامة إلى مدينة اسدود التي هجرها أهلها في عام 1948 م عام النكبة ، حيث درس الشهيد أبو أسامة المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث الدولية والمرحلة الثانوية في مدرسة خالد بن الوليد ، عمل الشهيد مزارعا في أرضة ، وفي عام 1992 اختار الزوجة الصالحة وتزوج و أنجب منها 3 بنات وولد أسماه أسامة على اسم الصحابي أسامة بن زيد ، اعتقل الشهيد أبو أسامة أربعة شهور في أحد سجون بئر السبع ثم تم الإفراج عنه بعد ذلك.
الحاجة أم فتحي والدة الشهيد جهاد تقول " لقد كانت طفولة جهاد هادئة فكان طيب النفس مطيعا لوالديه بارا بهما فكان يقول لي( يا أمي أنت من أسماني جهاد فأنا مجاهد فلا تقفي في وجه جهادي فأنا اسم وإن شاء الله علي مسمي)، لقد كان جهاد فارسا فإذا خرج لعمل جهادي يأتي لامه ويطلب منها أن تدعو له أن يوفقه الله ويسدد رميتة .
صفات القائد
فتحي شقيق الشهيد يتحدث عن صفات جهاد قائلا لقد كان إنسان محبوبا يمتلك روح الدعابة فكان بمثابة الفاكهة لكل جلسة فكان كالشمعة التي تضئ الطريق للشباب المسلم، فكان لا يترك أي مناسبة اجتماعية إلا ويشترك فيها فقد كان الشهيد كريما سخيا ولو على حساب أسرته فكان معروفا بين جيرانه وأهله بكرمه وعطائه ، وكانت الابتسامة لا تفارق شفتيه فكان ميسرا وليس معسرا في الأمور وكان إنسانا بسيطا جدا صاحب نكته في جلسته فكان يضفي جوا من المرح على الجلسة التي يكون موجود فيها ، لقد كان الشهيد أبا أسامة رءوفا رحيما بأولاده يلبي احتياجاتهم وطلباتهم وكان يفرح عندما يقدم المساعدات للناس و يحزن عندما لا يستطيع مساعدتهم فكان شديد التألم لعدم تمكنه من مساعدة ذوي الحاجة فكان يحب أصدقائه ويقف معهم في الشدائد فلا توجد له عداوة مع أي إنسان .
أبو مصعب صديق الشهيد يقول لقد تعلم أبو أسامة منذ نعومة أظفاره الصيد فكان يخرج لصيد الطيور والأسماك ، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة فكان يمارس رياضة كرة القدم ورياضة السباحة مقتديا بقول عمر بن الخطاب " علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل "، وكان الشهيد أبو أسامه مولعا محبا لسماع الأناشيد الإسلامية والدينية فكان يسمع أنشودة " فتنت روحي يا شهيد ، ومسيرة الخلود ، وأنتما في القلب " وأيضا عند سماع أنشودة لما آتاه الموت تمتم ضاحكا باسما يا للسعادة أن أموت شهيدا ، فكانت عيونه تذرف الدموع عند سماع هده الكلمات لما كان لها صدي على نفسه وقلبه فقد كانت مؤثرة علي نفسه .
مأثورات عن الشهيد
لقد كان الشهيد أبو أسامة بمثابة المعلم والحكيم فكان يردد الكلمات والشعارات التي تلهب حماس الشباب فكان يقول " من لم يحب صعود الجبال مات أبد الدهر بين الحفر " وكان يقول أيضا ويردد مقولة خالد بن الوليد " فلا نامت أعين الجبناء " وكان يقول إذا لم استشهد في هذه الانتفاضة لن استشهد أبدا فكان لا يخشى العدو ولا يحسب له أي حساب ليعلمهم أن رجال القسام يستطيعون مواجهه الموت بكل جرأه وشجاعة فكان يقول إن حماس قدر الله في الأرض ولولا الله ثم حماس لذل الشعب الفلسطيني أكثر من ذلك.
ابن مسجد الصراط
يؤكد أبو مصعب صديق الشهيد أبو أسامة أن مسجد الصراط لولا الله ثم أبو أسامة لما تم بنائه لوجود بعض الخلافات علية فقد ساهم في بناء المسجد فكان علي علاقة قوية ووطيدة بالمسجد وكان يحث الشباب علي الدعوة إلى الله ونشر الدين في المنطقة ، فكان يتألم الشهيد أبو أسامة على أنه لا يقوم بتعليم الشباب أمور دينهم فكان يختار من أصدقائه الأكفاء للقيام بهذا العمل وذلك لعدم تمكنه من القيام بهذه المهام بسبب عملة العسكري ، وكان يدعو الشباب المدخنين إلى الإقلاع عن التدخين وترك المعاصي ويقول لهم " آما حان وقت تكفير ذنوبكم وتطهير أنفسكم ،وكان الشهيد شديد الفرح عند سماعه نبأ شاب اهتدي إلى الإسلام والتزم المسجد "، كان الشهيد أبو أسامة دائما علي وضوء وكان يدعو الله أن يرزقه الشهادة مقبلا غير مدبر فهذه الطريق "طريق الجهاد " معبدة بالدماء والأشواك ليس لأي إنسان قدرة علي أن يصبر علي عبورها.
جهاد وانتفاضة الأقصى
يقول شقيق الشهيد محمد أبو سويرح : إن أبا أسامة كان شديد التأثر بما كان يشاهده عبر شاشات الفضائيات من عمليات القصف والتجريف الذي لحق بالشعب الفلسطيني ، أصر الشهيد أبو أسامة علي أن يسلك طريق الجهاد والمقاومة فكان يقول " إن العدو الصهيوني لا ينفع معه إلا الحديد والنار" أراد الشهيد الانتقام لشعبه وأصدقائه فتعهد بالمقاومة وسلك طريقها وذلك من شدة وبشاعة المجازر الصهيونية التي كانت تنفذها ضد أفراد شعبنا ، فكان دائم الفرح عند ورود خبر العمليات الاستشهادية فكانت نفسه تواقة لسماع أخبار العمليات ضد الكيان الصهيوني .
من أوائل مجاهدي القسام
انضم الشهيد أبو أسامة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس في أوائل الانتفاضة الأولى في عام 1988م فبدأ يعمل في جهاز الأحداث مع الشهيد طارق دخان ، حيث كان المسؤول عن عملية تنظيم شباب المنطقة فكان القائد الأول في تلك الفترة ثم التزم في الحركة الإسلامية في بداية التسعينيات فكان مواظبا وملتزما في هذا المجال ، وفي انتفاضة الأقصى اختاره الشهيد محمود مطلق عيسي للقيام بالعمل في الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، فقد دخل في هذا المجال من أجل إعلاء كلمة الحق ومن أجل توفير السلاح والعتاد للقيام بواجبه الجهادي ضد العدو الصهيوني ، أخذ الشهيد أبو أسامة هو وزميله الشهيد محمود مطلق عيسي على عاتقهم العمل الجهادي في المنطقة حيث أطلق الشهيد أبو أسامة أكثر من"500 قذيفة هاون" على المستوطنات وإطلاق صواريخ قسام 1 وقسام 2 في معظم العمليات التي قاموا بها ضد الصهاينة ، فقد قام الشهيد أبو أسامة بالإشراف على عدة عمليات استشهادية والتي منها عملية الشهيد نافذ النذر قرب كوسوفيم ، وفي شهر رمضان الماضي تمكن أحد الاستشهاديين من قتل 3 جنود وإصابة آخر في عملية داخل مستوطنة تل قطيف وقد تمكن هذا الاستشهادي من العودة إلى مكانه بسلام .
خبير المتفجرات
كان الشهيد أبو أسامة بمثابة العقل المدبر مشرفا علي عمليات اختبار صواريخ البتار والبنا والقسام "2" وعمليات التفجير مع المجاهد القسامي الكبير عدنان الغول أبو بلال – حفظه الله - على شاطئ البحر وشرقي مخيم البريج ، وكان يشرف على صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات وقد شارك في التصدي للعدوان الصهيوني على المخيمات الوسطى وزرع العبوات في مخيم البريج والنصيرات ومنطقة الزوايدة ، لقد كان الشهيد أبو أسامة العين الساهرة والمدبرة فقد شارك في كثير من رصد مواقع العدو الصهيوني وتصويرها وتدريب الشباب والمجاهدين على كيفيه اقتحامها ، فهذا غيض من فيض من سيرة الشهيد أبو أسامة النضالية ضد العدو الصهيوني .